الفئة الأولى: الأقباط وهم جماعته وطبقته
وهم الملأ الذين بأيديهم الثروة وبأيديهم المناصب وبأيديهم السلطة.
والطبقة الثانية: بنو إسرائيل من أولاد
يعقوب عليه السلام وكانوا مستضعفين تحت طبقة الأقباط يسيطرون عليهم ويسخرونهم في
أخس المهن وكانوا يتجبرون عليهم غاية التجبر ويستذلونهم، يسومونهم سوء العذاب
يقتلون أبناءهم ويستحيون نساءهم إلى غير ذلك من أنواع الذلة وأنواع المهانة فأراد
الله سبحانه وتعالى أن يغير هؤلاء وأن يبدل قوتهم إلى ضعف وأن يرفع المستضعفين
الذين كانوا خيرًا من القبط لأن بني إسرائيل هم خير أهل زمانهم لأنهم من أولاد
الأنبياء من أولاد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام.
وبلغ فرعون أنه سيخرج من بني إسرائيل فتى يكون زوال ملكه على يده فاهتم
بهذا الأمر واستعمل الحذر ومن ذلك أنه كان يقتل أبناء بني إسرائيل إذا ولد المولود
إن كان ذكرًا قتله وإن كان أنثى تركها، فلما كثر القتل في المواليد شكا إليه القبط
وقالوا إن استمررت على هذا لم نلق من يخدمنا فإنهم سيفنون ولا نلقى من يخدمنا فرفع
القتل عنهم سنة ووضعه فيهم سنة فكان يقتل مواليد سنةٍ ويترك مواليد سنةٍ، وكان
هارون عليه السلام ولد في السنة المعفاة التي لا يقتل فيها وولد موسى عليه السلام
في السنة التي فيها القتل فخافت عليه أمه، لما ولدته فأوحى الله إليها (يعني
ألهمها) في أن وضعته في صندوقٍ، ووضعته في نهر النيل فإذا أحست بالطلب تركته يحمله
النيل ويبعده عنهم، صنعت هذا بإلهام من الله سبحانه وتعالى فجاؤوا يطلبونه فتركته
مع الماء ذهب به إلى أن وصل به إلى بيت فرعون فرأوا التابوت مع الماء فأعجبهم ذلك
فأخذوه، التقطوه فلما
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد