الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى
وتذكَّروا ما حلَّ بالأمم السابقة وما حلَّ بالأمم اللاحقة مما تسمعونه وتبلغكم
أخباره من النكبات بسبب الكفر بالله سبحانه وتعالى وبسبب الذنوب والمعاصي فخافوا
من الله أن يحل بكم ما حل بهم، قال الله سبحانه: ﴿قُلۡ هُوَ
ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن
تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ
بَعۡضٍۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَفۡقَهُونَ﴾ [الأنعام: 65] إن الله
سبحانه وتعالى إذا أخذ الكفار أخذهم أخذ عزيزٍ مقتدرٍ ﴿وَكَذَٰلِكَ
أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ
أَلِيمٞ شَدِيدٌ﴾ [هود: 102] أما المؤمنون فإن الله يصيبهم ببعض ذنوبهم لأجل أن ينتبهوا
وهذا من رحمته سبحانه وتعالى أنه يصيب المسلمين ببعض ذنوبهم لأجل أن ينتبهوا
ويتوبوا إلى الله ويصلحوا أعمالهم فإذا لم يتوبوا واستمروا فإن الله يحل بهم
عقوبته المستأصلة ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلنكن على خوفٍ لنكن على خوفٍ من ذلك
وليكن لنا عبرةٌ بما حصل ويحصل في العالم من النكبات والمثلات التي قصها الله
علينا في كتابه والتي تجري على مسمعٍ ومرأى منَّا، لنغير أحوالنا من
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد