×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا أنه إذا لم تتحقق العشرة الطيبة بين الزوجين فإن الله سبحانه وتعالى قد جعل حلًّا لذلك وذلك بالطلاق قال الله جل وعلا: ﴿وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغۡنِ ٱللَّهُ كُلّٗا مِّن سَعَتِهِۦۚ وَكَانَ ٱللَّهُ وَٰسِعًا حَكِيمٗا [النساء: 130] فالطلاق حلٌّ للمشاكل حينما تستفحل ولا يمكن حلها بين الزوجين ففي الطلاق فرج ومخرجٌ فإنه إما مكروه وإما محرم، وقد جاء في الحديث: «أَبْغَضُ الْحَلاَلِ إِلَى اللهِ الطَّلاَقُ» ([1])، لكنه عند الحاجة يكون حلًّا شرعيًّا وفيه فرجٌ لكل من الزوجين إذا أحسن إيقاعه في الحالة التي يحتاج إليها فيها، والطلاق رتبه الله عز وجل ترتيبًا عجيبًا من أجل مصالح الزوجين فلا يطلِّق دفعةً واحدةً وإنما يطلِّق مرتبًا﴿ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِۖ فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنٖۗ إلى قوله تعالى ﴿فَإِن طَلَّقَهَا -يعني للمرة الثالثة- ﴿فَلَا تَحِلُّ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوۡجًا غَيۡرَهُۥۗ [البقرة: 229، 230]، وقال تعالى: ﴿وَٱلۡمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَٰثَةَ قُرُوٓءٖۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكۡتُمۡنَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيٓ أَرۡحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤۡمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنۡ أَرَادُوٓاْ إِصۡلَٰحٗاۚ [البقرة: 228] فالله جعل الطلاق مفرَّقًا لأجل أن تسنح الفرصة للزوج أن يراجع زوجته ما دامت


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (2178)، وابن ماجه رقم (2018).