الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا
الله
واعلموا أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا كما قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم. وأنه كلما اشتد الكرب قرب النصر بإذن الله عز وجل، فعلى
المسلمين أن يثبتوا على دينهم، وعلى المسلمين أن يقوى إيمانهم ويقينهم ويعلموا أن
هذه سنة الله في خلقه يبتلي عباده فتكون العاقبة والنصر للمؤمنين على مدار
التاريخ، النصر والتأييد والعاقبة للإسلام والمسلمين، على المسلمين أن يتوبوا إلى
الله، على المسلمين أن يصلحوا أنفسهم وأموالهم فإنهم ما أُصيبوا إلا بسبب ذنوبهم،
عليهم أن يتوبوا إلى الله وأن يرجعوا إلى الله، أن يتوبوا من الذنوب والمعاصي
فإنها هي سبب العقوبات والمثلات فعليهم أن يصلحوا أنفسهم وأن يعترفوا بذنوبهم
ويتوبوا إلى الله عز وجل، عليهم أن يطمئنوا المسلمين ولا يكونوا مرجفين يطمئنون
المسلمين في هذه الشدة ويبعثون في قلوبهم الطمأنينة وأن الله جل وعلا مع المؤمنين
لا يكونون مرجفين يخوِّفون المسلمين بالعدو فيكونون عونًا للشيطان كما قال الله جل
وعلا: ﴿إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا
تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 175] عليهم ألا يدخلوا بالخوض في هذه
الأمور فإنها من شأن ولاة الأمور وليست من شأن الأفراد والعامة. حلُّ هذه
الشرح