الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى يا معشر المدرسين والمدرسات إن
المسلمين قد ائتمنوكم على أبنائهم وبناتهم فوجِّهوهم الوجهة الصالحة وحذروهم من
الشر، درِّسوهم العلوم الشرعية التي قررت عليهم، درسوهم الكتب المقررات النافعة لا
تصرفوا الوقت في القيل والقال وتتبع فلان وعلان والكلام في الناس بالذم والمدح، بل
درسوا هؤلاء الطلاب وهؤلاء الطالبات درسوهم كتبهم المقررة وضحوها لهم بينوها لهم
على الوجه المطلوب حتى تنغرس العقيدة الصحيحة في قلوبهم وحتى تنبت الأخلاق الفاضلة
في نفوسهم وحتى يكونوا جيلاً صالحًا فأنتم المسئولون عنهم أمام الله سبحانه وتعالى
؛ فإن المدرس عليه مسئولية عظيمة نحو طلابه من الابتدائي إلى الجامعة كل مدرس فهو
على ثغرة من ثغور الإسلام، طهِّروا أفكار الشباب، طهِّروا أفكار الطلاب من هذه
الجرثومات الخبيثة التي تنتشر بينهم انتشار النار في الهشيم فأنتم المسئولون عن
هؤلاء الشباب لأنهم يتربون على أيديكم وأنتم المؤتمنون على إيصال المعلومات
الصحيحة إليهم، لا تنشغلوا عن تدريس العلوم الشرعية بالكلام الفارغ هنا وهناك وفي
فلان وفلان وفي كذا وكذا، ولكن عليكم بغرس هذه الدروس وهذه الكتب المفيدة التي
اختارها
الشرح