الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله جل وعلا أباح تعدد الزوجات إلى أربع، قال تعالى: ﴿فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تَعۡدِلُواْ فَوَٰحِدَةً أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۚ﴾ [النساء: 3] ولكن بشرط العدل بأن يقيم العدل بين زوجاته وذلك بالنفقة وفي الكسوة وفي السكنى وبالمبيت يعطي كل واحدة مثل الأخرى من هذه الأمور، هذا هو العدل، أما أن يتلاعب بالنساء ويظلم المرأة يتزوج عليها وينساها ويظلمها وتصبح لا هي ذات زوج ولا هي مطلقة تصبح معلَّقة لا ذات زوجٍ ولا مطلقة ويظلمها أشد الظلم أو يميل مع من يشتهيها ويترك الأخريات، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كَانَتْ لَهُ زَوْجَتَانِ، وَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَشِقُّهُ مَائِلٌ» ([1])؛ عقوبةً له وفضيحة له يوم القيامة، فالواجب العدل فإذا تزوجت أخرى فلا تنس الأولى لأنها زوجتك وحقها باقٍ عليك ما دامت في ذمتك فأنصفها واعدل معها، كثيرًا ما تشتكي الزوجات من هؤلاء الظلمة المتلاعبين الذين يتزوجون بزوجاتٍ ثم يهملون الزوجات الأول ولا يقومون بحقوقهن،
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد