الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى
رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واغتنموا بقية أعماركم فقد تكون بقية عمرك -أيها المسلم- قليلة ولكنك إذا انتبهت لها ووفقت لاستغلالها فهي خيرٌ كثيرٌ ما بالكم بمن عمَّره الله عمرًا طويلاً ووفَّقه لطاعته قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ» ([1])، والمصيبة أن يطول العمر ويزداد الإثم قال الله جل وعلا ﴿وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِثۡمٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ﴾ [آل عمران: 178] ففكروا -أيها المسلمون- اعتبروا واتعظوا واستدركوا أعماركم واعرفوا لماذا خُلقتم فإن الله جل وعلا يقول: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] لم تُخلق في هذه الدنيا لتعيش فيها وتأكل وتشرب وتسرح وتمرح وإنما خُلقت لأمرٍ عظيمٍ، وهو أن تعبد الله وحده لا شريك له وهذه العبادة يعود نفعها عليك وأنت المحتاج إليها وأما الله جل وعلا فهو غنيٌّ عن جميع الخلق فلو كفروا كلهم ما نقص ذلك من مُلكه شيئًا ولو شكروه كلهم وعبدوه كلهم ما زاد ذلك
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد