نعمة الأمن
الجمعة 5/ 11/ 1425
الحمد لله على فضله وإحسانه جعل الأمن مقرونًا بالإيمان فقال سبحانه وتعالى:
﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ
يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82] وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته وسبحان الله عما
يشركون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق المأمون، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه خير القرون وسلم تسليما كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن الأمن مطلبٌ ضروري لجميع الأمم والأمن هو ضد الخوف لأن الخائف لا يستقر له
قرارٌ ولا يهنأ بعيشٍ، ولهذا قدمه الخليل في دعائه للبلد الحرام فقال: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا
بَلَدًا ءَامِنٗا﴾: [البقرة: 126] قدَّمه الخليل على الرزق في دعائه لأهل البلد الحرام، فقال
سبحانه وتعالى: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡ
هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنٗا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ مَنۡ ءَامَنَ
مِنۡهُم بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ﴾ [البقرة: 126] والأمن هو ضد الخوف وهو مطلبٌ
ضروري لجميع الدول؛ ولهذا تتنافس الدول في توفيره وفي تحصيله ولكنهم عجزوا عن
توفيره لأن توفيره إنما يتحقق بشرطٍ واحدٍ وهو الإيمان بالله وعبادته وحده لا شريك
له، وأكثر الدول كافرةٌ لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر فلذلك عجزوا عن توفير
الأمن لشعوبهم وباتوا خائفين مهددين دائمًا وأبدًا مهما أوتوا من القوة ومهما أتوا
من الخبرة والدقة في المعلومات والاستخبارات لأنهم يفقدون
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد