الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه، ومن اتبع هداه وتمسك بسنَّته وسار على نهجه إلى يوم الدين.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله ناصر دينه مهما تكالب الأعداء ولكن الخوف علينا نحن أن نتخلى عن هذا الدين فيستبدل الله بنا غيرنا كما قال سبحانه ﴿فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ﴾ [المائدة: 54] وكما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ﴾ [محمد: 7] وقال تعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم﴾ [محمد: 38] فالخوف ليس على الدين لأن الدين محفوظ بحفظ الله عز وجل إلى أن تقوم الساعة وسيبقى عليه فئة من المسلمين كما قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خذلهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عز وجل » ([1])، ولكن علينا أن نخاف على أنفسنا؛ لأن الفتن إذا جاءت فإنها تؤثر في القلوب وتضل طوائف من الناس خصوصًا إذا كانوا على غير علم وعلى غير دين ثابت فإن الكثير ينجرفون مع الفتن، ولا حول ولا قوة إلا بالله فقد انجرف مع هذه الفتنة خلق كثير كما تعلمون وكما تقرؤون من كلامهم
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد