التحذير من الغلو في
الدين
الجمعة 10/ 11/ 1424
الحمد لله على فضله وإحسانه، أكمل لنا الدين وأتم لنا النعمة وهدانا الصراط
المستقيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على
كل شيءٍ قديرٌ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بنعمة الإسلام الذي هو خير الأديان وأكملها
وأحبها إلى الله تعالى، وأوصانا أن نتمسك به إلى الممات فقال سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم
مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، إن الإسلام -ولله الحمد- دين الاعتدال والوسطية : ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ
أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ
عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ} [البقرة: 143] ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي
مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن
سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153].
إن هذا الدين وسطٌ بين الغالي والجافي، والغلوُّ حرمه الله ورسوله وهو
الزيادة، الزيادة في الدين عن الحدِّ المشروع، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ
لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ﴾ [المائدة: 77] وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا
تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ وَلَا تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ﴾ [النساء: 171]
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد