الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا أن الكذب من صفات المنافقين قال صلى الله عليه وسلم: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» ([1]) «آيَةُ الْمُنَافِقِ»، أي علامته الدالة على نفاقه آيته ثلاث علامات، العلامة الأولى: «إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ»، هذه من صفات المنافقين وبعض الناس لا يفكر فيما يحدِّث يطلق لسانه ويتكلم بكلام اخترعه هو أو بكلام سمعه من الكذَّابين ولا يتحاشى من الإثم ويظن أن هذا أمره سهل ويقول ربما أنه يريد أن يرشد الناس بذلك وقد يكون فيه غيبة ونميمة قد يكون فيه تنقص للناس وهمز ولمز فعلى المسلم أن يحفظ لسانه من الكذب ويتحرى الصدق ويتجنب الكذب حتى يُكتب عند الله صِدِّيقًا يُكتب عند الله يعني يحكم عليه عند الله بأنه من الصديقين والصديق هو كثير الصدق وهذه مرتبة تلي مرتبة النبيين ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا﴾ [النساء: 69] فالصِّدِّيقية تلي مرتبة النبوة وهذه مرتبة عظيمة فمن لازم الصدق وتحدث به وأخبر به فإنه يكتب عند الله صديقًا فيكون مع الصديقين يوم القيامة وأما من تساهل
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد