الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن ما أصابكم وما يصيبكم فإنما هو بسبب ذنوبكم وبسبب إهمالكم وبسبب تساهلكم قال
تعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم
مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ﴾ [الشورى: 30]، فاتقوا الله
-عباد الله- وتوبوا إلى الله وارجعوا إلى الله ﴿فَفِرُّوٓاْ
إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ﴾ [الذاريات: 50] فروا إلى الله بالتوبة، فروا إلى
الله بالرجوع إلى الطاعة والتمسك بهذا الدين، كثير من المسلمين فرطوا في هذا الدين
فرطوا في أوامر الله عز وجل، ارتكبوا ما نهاهم الله عنه واكتفوا بالتسمي بالإسلام
دون أن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة دون أن يصوموا رمضان ويحجوا بيت الله الحرام
وإنما يكتفون بالتسمي بالإسلام لا يكفون عن منكر ولا يفعلون واجبًا إلا من رحم
الله عز وجل فماذا تتوقعون أن تكون نتيجة ذلك؟ لولا عفو الله جل وعلا لأمسيتم ولم
تصبحوا، قال الله جل وعلا: ﴿وَلَوۡ
يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن
دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ
أَجَلُهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرَۢا﴾ [فاطر: 45].
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن خير الحديث
كتاب الله..
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد