المداولة بين الحق
والباطل
الجمعة 12/ 4/ 1426
الحمد لله ربِّ العالمين، جعل العلماء ورثة الأنبياء يبلغون رسالات الله
ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا
نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه، ومن والاه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن الله سبحانه وتعالى يداول بين الحق والباطل في كل زمان من أجل الابتلاء
والامتحان ﴿وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ
مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ} [الحديد: 25] والله سبحانه وتعالى َّرد على أهل الباطل وفنَّد شبهاتهم
وضلالاتهم وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجاهد الكفار والمنافقين ويغلظ عليهم
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها ستكون فتن من بعده وأنها ستظهر فرق ضالة
من أجل أن يقوم العلماء بواجبهم عند حدوث هذه الأحداث ويبينوا للناس ما أنزل الله ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ
مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا
تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ [آل عمران: 187]، ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا
بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ
وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ ١٥٩ إِلَّا ٱلَّذِينَ
تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ
ٱلرَّحِيمُ ١٦٠} [البقرة: 159، 160] فقام العلماء المصلحون بواجبهم خير قيام ولم يلتفتوا
إلى التخذيل والإرجاف الذي يحاك ضدهم في كل زمان من أهل النفاق والذين في قلوبهم
مرض، ولما ظهرت فرقة
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد