في الحث على الصدق
والتحذير من الكذب
الجمعة 16/ 6/ 1426
الحمد لله الذي وعد الصادقين أجرًا عظيمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له وكفى بالله عليمًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق المصدوق اجتباه
ربه وهداه صراطًا مستقيمًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن الصدق والكذب خُلُقان مختلفان متضادان لما يترتب على الصدق من الآثار الحميدة
وما يترتب على الكذب من الآثار الذميمة، قال صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ
بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي
إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ
حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ
الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ،
وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ
اللَّهِ كَذَّابًا» ([1]).
عباد الله، الصدق هو الإخبار عن الشيء على ما هو عليه من غير زيادة ولا نقصان، هذا هو الصدق، والصدق يكون في النَّيَّات ويكون في الأعمال ويكون بالأقوال ويكون بالمعاملات أما الصدق مع الله سبحانه وتعالى فبأن يخلص نيته في أعماله وأقواله بأن يكون قوله وعمله وكل ما يأتيه خالصًا لوجه الله عز وجل، فهذا هو الصدق مع الله، والصدق في الحديث مع الناس
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد