وسطية الأمة
المحمدية
الجمعة 25/ 12/ 1425
الحمد لله على فضله وإحسانه، هدانا للإسلام وعلمنا الحكمة والقرآن، ونهانا
عن الاختلاف وأمرنا بالائتلاف، قال جل وعلا: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ
بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ
عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم
بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ
فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ
لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾ [آل عمران: 103] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وتعالى عما
يقول الظالمون والجاحدون وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق المأمون، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه ومن تمسَّك بسنَّته وسار على نهجه وتمسك بهديه إلى يوم
الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروه
أن جعلكم من هذه الأمة المحمدية الأمة الوسط التي قال الله جل وعلا فيها: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ
أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ
عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ﴾ [البقرة: 143] والأمة الوسط هي العدل الخِيار لأن الشاهد يشترط فيه أن
يكون عدلاً فلما كانت هذه الأمة ستشهد على الأمم يوم القيامة جعلها الله أمةً
وسطًا أي عدلاً خيارًا، والوسط ما كان بين طرفين؛ بين طرفي الغلو والجفاء، طرفي
الإفراط والتفريط، فهي وسطٌ بين غلو النصارى ورهبانيتهم وجفاء اليهود وخبثهم
وتمردهم على أنبيائهم وجعل الله لهذه
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد