الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى.
ومما شرعه لكم نبيكم صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر العظيم قيام الليل
بصلاة التراويح والتهجد في آخره مع صلاة التراويح إحياء معظم الليل ويكفي عن إحياء
الليل أو إحياء معظمه أن تقوموا مع الإمام حتى ينصرف قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([1])، فاحرصوا -رحمكم الله- على حضور صلاة التراويح ولا تقولوا إنها نافلة هي
نافلة لكن الله جعلها رحمة بكم لأجل أن تزودوا من الأعمال الصالحة واقتداء بنبيكم
صلى الله عليه وسلم.
قالت عائشة رضي الله عنها: والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل ولكنه كان إذا مرض أو كسل صلى قاعدًا وما أنتم إلا من نبيكم وما نبيكم إلا منكم، قال الله تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ} [الأحزاب: 21] فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في رمضان أكثر مما يجتهد في غيره في قيام الليل وكان يحث المسلمين على قيام الليل عمومًا وعلى قيام شهر رمضان خصوصًا وخص رمضان لأن القيام فيه يصلى جماعة في المسجد.
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد