أما غير رمضان فالمسلم يقوم ما تيسر له من الليل في بيته منفردًا ولا تشرع
جماعة لقيام الليل إلا في رمضان مما يدل على تأكد قيام الليل في شهر رمضان؛ لأن
بعض الناس قد ينصرفون عن قيام الليل وعن صلاة التراويح وينصرفون إما إلى القيل
والقال والمجالس التي ليس فيها خير أو فيها شر أو يذهبون إلى البيع والشراء
ويتركون صلاة التراويح والتهجد في آخر الليل فيحرمون أنفسهم من فضائل هذا الشهر،
ومع أن قيام رمضان لا يشغل عن التجارة وعن طلب الرزق إنما هو في وقت محدود ثم يذهب
إلى أعماله وإلى تجارته فيجمع بين التجارتين تجارة الدين وتجارة الدنيا فيكون قد
ربح دنياه وآخرته وهو شيء يسير لمن يسره الله عليه، فاحرصوا -رحمكم الله- على
عمارة بيوت الله المساجد بصلاة التراويح مع المسلمين؛ لتنالوا هذا الأجر وهذا
الثواب العظيم وهذه الفرصة العظيمة التي قد لا تتكرر على كثير من المسلمين في عام
آخر.
فاتقوا الله -عباد الله- واحمدوا الله الذي بلَّغكم هذا الشهر واسألوه أن
يكمله لكم وأن يعينكم على الصيام والقيام والطاعة والعبادة حتى يكون ذخرًا لكم عند
الله ﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ
وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩} [الشعراء: 88- 89].
ثم اعلموا عباد الله أن خير الحديث كتاب الله...
***
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد