بمناسبة غزو الكفار
لبلاد المسلمين
الجمعة 25/ 1/ 1424
الحمد لله ﴿ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ
رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ
وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا﴾ [الفتح: 28]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا به
وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى أصحابه وسلم تسليمًا
مزيدًا.
· أما بعد:
أيها الناس! اتقوا الله تعالى وتوبوا
إليه.
تمرُّ بالمسلمين في هذه الأيام محنةٌ عظيمةٌ وكربةٌ شديدةٌ لا يخرجهم منها إلا التوبة إلى الله من الذنوب والرجوع إليه ﴿فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٥٠ وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٥١} [الذاريات: 50، 51]، ما نزل بلاءٌ إلا بذنبٍ ولا رفع إلا بالتوبة ﴿وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [النور: 31] وانتظروا النصر من الله والفرج من الله فإن نصر الله قريبٌ، ما زال الإسلام والمسلمون منذ بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم وهم يلاقون من الكفار الشدائد والمحن والتهديدات : ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ} [البقرة: 217]، لما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم في مكة قام المشركون بعداوته وصد الناس عن دعوته، وصفوه بأنه ساحرٌ وأنه كذابٌ وأنه مجنونٌ، ووصفوا القرآن بأنه سحرٌ وأنه إفكٌ مفترى، وأنه أساطير الأولين ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَسۡمَعُواْ لِهَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَٱلۡغَوۡاْ فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَغۡلِبُونَ﴾ [فصلت: 26] ضايقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وآذوهم بأنواع
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد