في التفكر في
مخلوقات الله
الجمعة 16/ 4/ 1425
الحمد لله على فضله وإحسانه، خلق الإنسان في أحسن تقويم وأمره بعبادته
وطاعته ليواصل له التكريم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو العزيز
الحكيم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله هداه الله وهدى به إلى صراط مستقيم، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه القويم وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتفكَّروا في مخلوقاته وأقرب
ذلك أقرب شيء إليكم أنفسكم، قال تعالى: ﴿وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ ٢٠ وَفِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ ٢١} [الذاريات: 20، 21]، وقال سبحانه: ﴿سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ
أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ} [فصلت: 53] إن الله خلق هذا الإنسان من عجائب،
قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن طِينٖ ١٢ ثُمَّ جَعَلۡنَٰهُ نُطۡفَةٗ فِي قَرَارٖ
مَّكِينٖ ١٣ ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةٗ
فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَٰمٗا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَٰمَ
لَحۡمٗا ثُمَّ أَنشَأۡنَٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ
١} [المؤمنون: 12- 14]، وفي الحديث الصحيح عن عبد
الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
الصادق المصدوق: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ
أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ
يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَك فَيَنْفُخُ فِيهِ
الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ
الشرح