نعمة إنزال القرآن
الجمعة 15/ 9/ 1425
﴿ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ
عِوَجَاۜ﴾ [الكهف: 1] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له من اتقاه وتوكل عليه
جعل له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي اتخذ
من القرآن طريقًا ومنهجًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أعلام الهدى ومصابيح
الدُّجَى وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروه
على نعمة الإسلام واشكروه على هذا القرآن الذي أنزله الله إليكم ﴿مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ
يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ﴾ [المائدة: 48] هذا القرآن العظيم الذي ما نزل من
الكتب كتاب أفضل منه فهو أفضل الكتب وأعظمها وهو محفوظ من الزيادة والنقصان
والتغير بحفظ الله سبحانه، قال تعالى: ﴿إِنَّا
نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر: 9] فهو محفوظ حين نزوله على الرسول صلى
الله عليه وسلم ﴿وَمَا تَنَزَّلَتۡ
بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢١٠ وَمَا يَنۢبَغِي لَهُمۡ وَمَا يَسۡتَطِيعُونَ ٢١١ إِنَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّمۡعِ لَمَعۡزُولُونَ ٢١٢﴾ [الشعراء: 210- 212] ومحفوظ في الأمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
فلا أحد يتمكن من تغييره أو الزيادة فيه أو النقص على رغم وجود الأعداء والحاسدين
من اليهود والنصارى والكفرة والمشركين لم يستطع واحد منهم أن يغير حرفًا من كتاب
الله عز وجل لأن الله حفظه وتكفل سبحانه وتعالى بحفظه إلى أن يرفعه في آخر الزمان
لم يبدل ولم يغير
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد