الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
اتقوا الله عباد الله، جلس قوم وهم في الغزو مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم وكانوا من المسلمين فجلسوا مجلسًا قال واحدٌ منهم: ما رأينا مثل قُرَّائنا
هؤلاء أكذب ألسُنًا وأرغب بطونًا وأجبن عند اللقاء يعنون رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأصحابه فأنزل الله فيهم قوله تعالى: ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ
وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا
تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ
مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ٦٦} [التوبة: 65، 66]، جاء رجلٌ
وقع في الزنا فضاقت عليه الدنيا وتاب إلى الله توبةً صادقةً وجاء إلى النبي صلى
الله عليه وسلم يطلب منه أن يقيم عليه الحد يطلب منه أن يرجمه بالحجارة فأعرض عنه
النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء مرة ثانية وثالثة ورابعة فعند ذلك سأل النبي صلى
الله عليه وسلم عن عقله عن عقليته فأُخبر أنه من أعقل الناس.
فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فرُجم، ثم إن أناسًا تكلموا فقالوا: لو أن هذا الرجل ستر على نفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا فُلاَنُ يَا فُلاَنُ: انْزِلاَ، فَكُلاَ مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ» -وكان قريبًا منهم حمار ميتة شَائِلٍ بِرِجْلِهِ، قالوا: سامحك الله يا رسول الله، وكيف نأكل من هذا الحمار؟ قال: «فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلِ الْمَيْتَةِ، وَالَّذِي نَفْسِي
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد