في قصة موسى وفرعون
وصيام يوم عاشوراء
الجمعة 7/ 1/ 1425
الحمد لله ربِّ العالمين، جعل في قصص الأنبياء والمرسلين عبرة للمعتبرين
وتصديقًا لما جاء به نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم من البينات والهدى ﴿لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ
عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ مَا كَانَ حَدِيثٗا يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن
تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ
لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ﴾ [يوسف: 111] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى عما
يشركون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق المأمون، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم يبعثون.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتأملوا
ما قصه الله عليكم من قصص الأنبياء المرسلين وأخبار الأمم الماضية لتعتبروا
وتتعظوا فقد قص الله علينا خبر نوحٍ وقومه وهودٍ وصالحٍ وشعيبٍ وإبراهيم وموسى
وعيسى لأجل أن نأخذ من ذلك العبرة والعظة ويزيد يقيننا بديننا ونبينا محمدٍ صلى
الله عليه وسلم، وإن مما قصه الله في كتابه الكريم في مواضع قصة موسى وفرعون ﴿إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ
وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِيَعٗا يَسۡتَضۡعِفُ طَآئِفَةٗ مِّنۡهُمۡ يُذَبِّحُ
أَبۡنَآءَهُمۡ وَيَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ٤ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ
وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ ٥} [القصص: 4، 5].
إن فرعون بلغ من العتو والجبروت ما أوصله إلى أن يقول ﴿أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾ [النازعات: 24] ﴿مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ
إِلَٰهٍ غَيۡرِي﴾ [القصص: 38]
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد