ولما
علم أنه سيولد مولود من بني إسرائيل يكون زوال ملكه على يده حينئذٍ تسلَّط على بني
إسرائيل وهم ذرية يعقوب عليه السلام تسلط عليهم بالإهانة والإذلال وجعل قومه
يستخدمونهم بأخس الحرف والمهن وبلغ به الحد إلى أن يقتل الذكور من المواليد خشية
أن يوجد هذا المولود الذي يحذر منه. فلما ولدت أم موسى موسى عليه السلام أوحى الله
إليها وألهمها أن تضعه في تابوتٍ في صندوقٍ صغيرٍ وأن تلقيه في اليم في البحر أو
في النهر فصنعت ذلك وألقته في اليم فذهب به الماء إلى أن أدخله في بيت فرعون
فالتقطه آل فرعون وأخذوه وفتحوا الصندوق فإذا فيه هذا المولود فلما رأته زوجة
فرعون أشفقت عليه ومنعت فرعون من قتله وقالت: ﴿قُرَّتُ عَيۡنٖ لِّي وَلَكَۖ لَا تَقۡتُلُوهُ عَسَىٰٓ
أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدٗا﴾ [القصص: 9] فأخذه فرعون في قصره وصار مع حاشيته
يلبس ملابسهم ويأكل من طعامهم ويتربى في نعمتهم وهذا من تيسير الله سبحانه وتعالى
فلما كبر موسى عليه السلام وقوي آتاه الله حكمًا وعلمًا ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَٱسۡتَوَىٰٓ ءَاتَيۡنَٰهُ
حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [القصص: 14] ولكنه دخل البلد فوجد فيه رجلين
يتصارعان ويتضاربان واحدٌ من آل فرعون والثاني من بني إسرائيل من قوم موسى
فاستغاثه الذي من شيعته يعني من بني إسرائيل على الذي من عدوه فوكزه موسى ضربه
بكفهِ ضربةً واحدةً فقضى عليه وقتله فخاف من ذلك عليه السلام واستغفر ربه من هذا
الخطأ الذي وقع منه فغفر الله له، ثم مرة ثانية رأى الإسرائيلي يتصارع مع قبطي آخر
فأراد موسى أن يغيث الإسرائيلي فقال: أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسًا بالأمس
فانكشف أمره وعرف الناس من هو القاتل وجاءه رجل يسعى يعني يسرع من أقصى المدينة
وقال له: ﴿يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ ٱلۡمَلَأَ يَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِيَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ
إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ} [القصص: 20] فخرج من مصر خائفًا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد