في الابتلاء
والامتحان
الجمعة 26/ 2/ 1425
الحمد لله ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ
أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ
كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة: 33]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا
إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق
الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم
الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن هذه الدنيا دار عملٍ ودار ابتلاءٍ وامتحانٍ فيها الإيمان والكفر وفيها الكفار
والمؤمنون وهي مداولات بين الناس {إ إِن
يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ
نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٤٠ وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَمۡحَقَ ٱلۡكَٰفِرِينَ
١٤١} [آل عمران: 140، 141] هذه سنة الله جل وعلا في خلقه الابتلاء والامتحان
والمداولات بين الكفر والإيمان، بعث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم فوقف
المشركون في وجهه عن بكرة أبيهم يريدون منعه صلى الله عليه وسلم من تبليغ الرسالة
والدعوة إلى الله ويريدون صد الناس عن اتباعه صلى الله عليه وسلم ولكنهم لم يفلحوا
ثم أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم أو حبسه حتى لا يراه الناس ولا يرى الناس ﴿وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ وَيَمۡكُرُونَ
وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30] فهاجر النبي صلى الله عليه وسلم هو
وأصحابه من بينهم رغم أنوفهم واستقروا في المدينة مع
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد