إخوانهم من الأنصار وتكوَّنت دولة الإسلام
بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم وغزا المشركين في عقر دارهم ونصره الله عليهم،
واستقر دين الله وامتد رغم أنوف الجاحدين والكافرين ثم توفِّي الرسول صلى الله
عليه وسلم فأراد أعداء الدين إعادة الكرة فارتد من ارتد من العرب وشككوا في رسالة
النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: لو كان نبيًّا ما مات ولكن الله ثبَّت الإسلام،
بقيادة أبي بكرٍ الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ثبت ثبات الجبال
الرواسي، وقاتل المرتدين حتى أخضعهم لدين الله عز وجل واستقر هذا الدين في خلافة
الخلفاء الراشدين، ثم ظهرت الخوارج في خلافة عليٍّ رضي الله عنه فقاتلهم عليٌّ رضي
الله عنه وكسر شوكتهم وأخمد فتنتهم واستقر الإسلام -ولله الحمد- ثم بعد ذلك جاءت
جيوش التتار من المشرق واجتاحت بلاد المسلمين وقتلوا من المسلمين خلقًا كثيرًا
ولكن هذا الدين لم يتضعضع بل ثبت راسيًّا كما أنزله الله على رسوله صلى الله عليه
وسلم، ثم جاءت الحروب الصليبية في فلسطين والشام واجتاحوا بلاد المسلمين واستولوا
على بيت المقدس قريبًا من مئة سنةٍ، ثم إن المسلمين قاتلوهم وأخرجوهم من بيت
المقدس بقيادة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وعاد المسجد الأقصى بأيدي المسلمين،
ثم أعادوا الكرة مرة أخرى وجاءوا باليهود من أقطار الأرض وحشروهم في بيت المقدس،
وأعطوهم من القوة الهائلة والأموال ليكونوا في نحر الإسلام والمسلمين، ولكن الله
سبحانه وتعالى وعد ووعده حق أنه سيقتل اليهود شر قتلةٍ وينتصر الإسلام والمسلمون
بإذن الله، ثم إنهم غزوا بلاد المسلمين واستعمروا بلاد المسلمين مدة طويلة ثم لما
أخذوا مصالحها رحلوا منها وتركوا فيها فكرهم الخبيث وثقافتهم الكافرة في بلاد
المسلمين، ولكن المسلمين تبصروا -ولله الحمد- وعرفوا مكرهم وكيدهم فلم تَرُج هذه
البضاعة إلا على السخفاء السفلة من الناس وبقي الإسلام -ولله الحمد- نقيًّا كما
أنزله الله على رسوله
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد