×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

في النهي عن الاغترار بالحياة الدنيا

الجمعة 8/ 2/ 1426

الحمد لله على فضله وإحسانه، أغنانا بحلاله عن حرامه، وكفانا بفضله عمن سواه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن والاه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى ﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ [لقمان: 33] إن هذه الدنيا متاعٌ والله مستخلفكم فيها وناظرٌ ماذا تعملون وقد أغناكم الله بالحلال عن الحرام ومن الحرام الذي حرمه الله وتوعد عليه بأشد الوعيد الربا، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡبَيۡعُ مِثۡلُ ٱلرِّبَوٰاْۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ [البقرة: 275] وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ ٢٧ [البقرة: 278، 279] قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ» ([1])، فلعن أربعة، آكل الربا ودافع الربا وموثق الربا بالكتابة أو الشهادة لأنهم تعاونوا على الإثم والعدوان وليس المقصود مجرد ذلك الربا بل أخذ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5032)، ومسلم رقم (1598) واللفظ له.