الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
عباد الله اتقوا الله تعالى اتقوا المظالم قال الله جل وعلا: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ ٤٢ مُهۡطِعِينَ مُقۡنِعِي رُءُوسِهِمۡ لَا يَرۡتَدُّ إِلَيۡهِمۡ طَرۡفُهُمۡۖ وَأَفِۡٔدَتُهُمۡ هَوَآءٞ ٤٣} [إبراهيم: 42، 43] وقد يؤخِّر الله عقوبة الظالم إلى يوم القيامة ولو عجلها له لكان هذا أخف عليه وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل لما أرسله إلى اليمن وأوصاه قال له: «وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عِنْدَهُ لأَِخِيهِ الْيَوْمَ مَظْلَمَةً مِنْ عِرْضِ أَوْ مَالِهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، - يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا يَكُونُ عِنْدَهُ دَرَاهِم، وَلاَ دَنَانِير، تُسَدِّد حُقُوقَهُمْ مَا فِيهِ إِلاَّ الْحَسَنَاتِ-، إِنْ كَانَ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَأُعْطِيت لِلْمَظْلُومِينَ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ الْمَظْلُومِينَ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ وَطُرِحَ فِي النَّارِ» ([2]) ويأتي يوم القيامة أناس، قال صلى الله عليه وسلم: «يَأْتِي يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُنَاسٌ بِأَعْمَالٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ، فَيَأْتِي وَقَدْ ضَرَبَ هَذَا وَأَخَذَ مَالَ هَذَا فَيُؤْخَذُ لِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَلِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ،، فَإِذَا فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد