×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

الخطبة الثانية

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى وحافظوا على أعمالكم من الفساد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ [محمد: 33].

الإنسان قد يعمل أعمالاً صالحةً ولكنه يفسدها، يفسدها بمفسدات أخطرها وأعظمها الشرك بالله عز وجل وكذلك الكلام القبيح الذي يسخط الله عز وجل فإن الكلمة الواحدة من سخط الله يبطل الله بها عمل الإنسان كما صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَد مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» ([1]). قال رجل من بني إسرائيل: والله لا يغفر الله لفلان. قال تعالى: «مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَن لا أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ؟ إِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» ([2])، وكذلك الحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والحسد هو أن يتمنَّى زوال النعمة عن إخوانه، إذا رأى على أخيه نعمة فإنه يحسده عليها ويتمنى زوالها عنه وبهذا يعترض على الله جل وعلا بقضائه


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6112)، ومسلم رقم (2988).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2621).