الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد.
أيها الناس، اتقوا الله تعالى.
مع ما لهذا الشهر من العظمة والمكانة العظيمة عند الله وعند أهل الإيمان
فإن بعض الناس لا يرفعون له رأسًا ولا يقدِّرون له قيمة فيمر عليهم كسائر الشهور
بل أسوأ، يمر عليهم أسوأ من غيره من الشهور لماذا؟ لأنهم يعرضون عن خيرات هذا
الشهر ويشتغلون بما يشقيهم يشتغلون بما هو خسارة عليهم يسهرون لياليه بالمزاح واللعب
أو على ما هو أشد من ذلك بالاستماع إلى الأغاني والمزامير أو هو أشد من ذلك بالنظر
في القنوات الفضائية الهابطة المفسدة للأخلاق أو في الإنترنت أو غير ذلك من وسائل
الإعلام المدمرة فيحيون ليلهم لاسيما وأن جنود الشيطان من بني آدم ينشطون في هذا
الشهر على نشر الفساد وإشغال الأمة فيبرمجون البرامج الهابطة الخليعة الفاسدة
المفسدة ويبثونها في هذه القنوات وهذه الفضائيات ليصرفوا الناس عن دينهم وعما
يفيدهم، فاحذروا -رحمكم الله- احذروا من كيد شياطين الإنس والجن؛ فإنهم يخططون
لهذا الشهر ويضعون له برامج خاصة لهذا الشهر باسم الترفيه والتسلية وغير ذلك وهي
برامج فاسدة ومفسدة فاحذروا منها وحذروا منها أولادكم وأخلوا منها بيوتكم، لا تدخل
إلى بيوتكم أبعدوها عنكم وعن أولادكم وعن بيوتكم لأنها من كيد عدوكم
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد