الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن للصيام مفطراتٍ معنويةً تبطل ثواب الصيام ولا يبقى لصاحبه أجرٌ لكنه لا يؤمر
بالإعادة كما يؤمر في المفطرات الحسية ولكن يذهب ثوابه أو ينقص ثوابه ويكون صيامه
لا فائدة فيه، وذلك مثل الكلام المحرَّم بالغيبة أو النميمة أو قول الزور أو الشتم
أو السب وكل كلام محرم وكل لغوٍ من القول فإن الصائم يتجنبه حتى لو سابَّه أحدٌ أو
شاتمه أحدٌ فإنه لا يرد عليه بل يقول: إني صائمٌ، إني صائمٌ، يقولها مرتين أو أكثر
من أجل أن يمنع نفسه من الكلام المحرم حتى ولو كان يجوز له القصاص ولكن حمايةً للصيام
من الكلام المحرم منعه النبي صلى الله عليه وسلم أن يرد على من سابَّه أو شاتمه
فكيف بالذي يبدأ الناس بالسباب والشتم والكلام المحرم ولا يمسك لسانه وهو صائمٌ لا
يبقى له أجرٌ، وكذلك النظر المحرم الذي ينظر إلى ما حرم الله من النساء حتى الزوجة
لا ينظر إليها بشهوةٍ وهو صائمٌ، فكيف بغيرها، أو النظر إلى الصور الفاتنة الماجنة
في الصحف والمجلات وغيرها أو النظر في القنوات الفضائية الفاسدة التي تعرض العري
والسفور والفجور لا يستمع إليها الصائم لا ينظر إليها الصائم
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد