لأنها تحرك شهوته وقد تبطل صيامه إذا خرج منه شيءٌ بشهوةٍ يبطل صيامه أما
إذا لم يخرج منه شيءٌ فإنه يأثم ويزول أجر صيامه ويبقى بلا أجرٍ حظه من صيامه
الجوع والعطش ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكذلك السماع المحرم لا يسمع الكلام
المحرم من غيبةٍ أو نميمةٍ أو سبٍّ أو شتمٍ يعني لا يتعمد السماع لذلك لأنه محرمٌ
وكذلك لا يستمع إلى الأغاني والمعازف والمزامير لأن ذلك يؤثر على صيامه ويذهب
بثوابه فيكون صيامه تعبًا بلا فائدةٍ، الواجب على الصائم أن يصوم لسانه وأن يصوم
نظره وأن يصوم سمعه عما حرم الله وإلا فإنه يترك طعامه وشرابه ولكنه لا يترك
الحرام من كلامٍ محرمٍ ولا النظر المحرم ولا السماع المحرم، يقولون: إن أهون
الصيام ترك الطعام والشراب لأن أكثر الناس يسهل عليه ترك الطعام والشراب لكن لا
يسهل عليه ترك الغيبة والنميمة والسباب والشتم والنظر المحرم والسماع المحرم لا
يسهل عليهم ذلك، فعلى المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يحتفظ ويتحفظ على
صيامه.
الصيام جنةٌ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ»
([1])، يعني سترةً من النار، الصيام يقيك من النار إلا إذا خرقت هذه السترة
خرقتها بماذا؟ بالغيبة والنميمة بالكلام المحرم فإنها لا تقيك من النار فكذلك
الصيام إذا خرقته بهذه الآفات فإنه لا يكون جنة لك وسترة لك من النار يوم القيامة.
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الحديث كتاب
الله...
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1795)، ومسلم رقم (1151).
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد