×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

العبرة بمرور الليالي والأيام

الحمد لله المنفرد بالبقاء والدوام، القائل سبحانه: ﴿كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ ٢٦ وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ٢٧} [الرحمن: 26، 27] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته العظام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل من صلى وصام، وتهجد وقام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعتبروا بسرعة مرور الليالي والأيام واعلموا أنها تنقص من آجالكم وتقربكم إلى الموت والانتقال من هذه الدنيا إلى دار القرار وإن الموت ختام لأعمالكم «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1])، فبادروا -رحمكم الله- بالأعمال قبل فوات الأوان وقدموا لآخرتكم من دنياكم ما تجدونه مدخرًا وأنتم أحوج إليه يوم القيامة ومددوا الأعمال الصالحة مددوها بعد الموت بما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من الأولاد الصالحين الذين يدعون لكم ومن الصدقات الجارية بالأوقاف التي يستمر نفعها ومن العلم النافع تعلمًا وتعليمًا وتأليفًا وتوزيعًا للكتب النافعة وكل هذا مما يجري عليكم بعد وفاتكم، تذكروا بسرعة مرور الأيام سرعة انقضاء الآجال فبادروا بالأعمال الصالحة قبل فوات الأوان فإنما هي أعمالكم، قال الله جل وعلا في الحديث


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1631).