القدسي: «يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ لَكُمْ ثُمَّ
أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ
وَجَدَ شَرًّا فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ» ([1]).
عباد الله، هلَّ علينا شهر رمضان المبارك، استبشر به المسلمون ونشطوا في فعل الخير ثم إنه أخذ في التقلص والانتقال فها أنتم في عَشْره الأواخر التي هي أفضل أيام الشهر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها وكان يخصها بأعمال لا يفعلها في غيرها من ذلك الاعتكاف فقد كان صلى الله عليه وسلم في آخر حياته يعتكف العشر الأواخر، والاعتكاف هو اللبث في المسجد والبقاء فيه ليلاً ونهارًا للتفرغ للعبادة لذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة، هذا هو الاعتكاف المشروع ومن لم يتيسر له الاعتكاف فإنه يحرص على فعل الخير والإكثار من الطاعة في هذا الشهر خصوصًا وفي غيره عمومًا ولو لم يكن معتكفًا، ومما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص به هذه العشر المباركة أنه كان يقوم الليل فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر شدَّ مِئْزره وأيقظ أهله وأَحيا ليله. كان صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل طوال السنة ويتهجد وفي شهر رمضان بالخصوص كان يتهجد لكنه في هذه العشر الأواخر كان يزيد في التهجد ويزيد في صلاة الليل وبعض المتعالمين اليوم الذين ابتُليت الأمة بهم يقولون نحن لا نزيد بصلاة القيام لا نزيد عما كان في أول الشهر فيصلون إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعةً ويقولون نصليها أول الليل أو آخر الليل ولا يزيدون عليها ويحتجون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة: «مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلاَ فِي غَيْرِهَا عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، أَوْ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً» ([2]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2577).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد