فنقول لهم أولاً: هل صلاتكم مثل صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ نعم، لو كنتم تصلون مثل صلاة الليل صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم لأخذت عليكم الإحدى عشرة أو الثلاث عشرة معظم الليل، أما إنكم تصلونها في خمس دقائق أو عشر دقائق ثم تنصرفون وتغلقون المساجد وتقولون هذه صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كذبتم ليست هذه صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم. روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى ليالي رمضان فافتتح البقرة فقلت: يركع عند المائة ثم مضى صلى الله عليه وسلم حتى أكمل سورة البقرة ثم قرأ سورة النساء ثم قرأ سورة آل عمران لا يمر بآية فيها ذكر الرحمة إلا وقف وسأل ولا مر بآية فيها ذكر العذاب إلا وقف واستعاذ ثم ركع ركوعًا طويلاً نحوًا من قيامه ثم سجد سجودًا طويلاً. هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ركعتين وهذه السور تزيد على خمسة أجزاء في ركعتين وركوعه نحوًا من قيامه في الطول من يطيق صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! ولهذا قال حذيفة رضي الله عنه: لقد هممت أن أجلس وأدعه لأنه لا يطيق القيام مع الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة وإنما ظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيركع عند قراءة مائة آية فإذا كانت ثلاث عشرة أو إحدى على هذا النمط فمتى ننتهي بالله عليكم؟ هذا هو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قام حتى تفطرت قدماه من طول القيام. هذه صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا كنتم تريدون الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم فصلوا مثل هذه الصلاة وستأخذ عليكم معظم الليل. ثانيًّا: الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد الركعات في رمضان بل حثَّ على قيام رمضان ورغَّب فيه ولم يحدِّد، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([1])، ولم يحدِّد الركعات ولم
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1375)، والترمذي رقم (806)، والنسائي رقم (1364).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد