الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واقنعوا بالحلال فإن فيه خيرًا
وبركةً واتركوا الحرام فإنه شرٌّ وعارٌ ونارٌ ومصائب، وإن من أشد المكاسب المحرمة
القمار وهو الميسر الذي جعله الله قرينًا للخمر والأنصاب والأزلام قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ
رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٩٠ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ
بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ
وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ ٩١} [المائدة: 90، 91] والميسر هو القمار والقمار هو جميع المغالبات
والمسابقات التي يؤخذ عليها جوائز ماليةٌ فإنها هي الميسر إلا ما استثناه النبي
صلى الله عليه وسلم بقوله: «لاَ سَبَقَ إِلاَّ فِي نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ
حَافِرٍ» ([1])، فلا تؤخذ الجائزة على المسابقة إلا في هذه
الثلاث «فِي نَصْلٍ» وهو الرماية تعلم الرماية والمسابقة فيها «أَوْ
خُفٍّ» وهو ركوب الإبل المسابقة على الإبل «أَوْ حَافِرٍ» وهو ركوب
الخيل والكر والفر إذا كان القصد من ذلك التدرب على الجهاد في سبيل الله أما إذا
كان القصد من ذلك استعمال الخيل لأجل المال فقط فهذا هو القمار هذا هو الميسر وقد
جاء في الحديث أن من الخيل ما يتخذ للقمار. فإذا كان يسابق عليها لا لأجل التدريب
على الجهاد وإنما من أجل أخذ المال أو من أجل ما يسمونه الترشيح للجائزة
الشرح
() أخرجه: الترمذي رقم (1700)، والنسائي رقم (3585)، وابن ماجه رقم (2878).