في حفظ الوقت
الجمعة 10/ 5/ 1426
الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا
كبيرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا
وداعيًّا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن أثمن شيء عندكم هو هذا الوقت الذي مكَّنكم الله منه وهو مدة حياتكم في هذه الدنيا
أعطاكم الله هذا الوقت لتستفيدوا منه لدنياكم وآخرتكم ولا تضيعوه باللهو والغفلة
فتخسروا أعظم الخسارة فإن هذا الوقت نعمة من الله سبحانه وتعالى فمن عرف هذه
النعمة وقدر قيمتها استفاد منها وربحها، ويروى عن نبي الله عيسى ابن مريم أنه قال:
هذه الليالي والأيام خزائن تمتلئ بما يودعه فيها أصحابها وفي يوم القيامة تفتح هذه
الخزائن فالمحسنون يجدون في خزائنهم العزة والكرامة والمفرطون يجدون في خزائنهم
الحسرة والندامة. وقد قال الله سبحانه وتعالى لأهل الجنة: ﴿كُلُواْ
وَٱشۡرَبُواْ هَنِيَٓٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ﴾ [الحاقة: 24] أي الأيام
الماضية في الدنيا بما أسلفتم من الأعمال الصالحة، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي
جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ ١٥ ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ
إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ ١٦
كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد