الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى
رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واختموا
شهركم وودِّعوه بخير ختام فإن الأعمال بالخواتيم. مَن كان مضيعًا في أول الشهر
ومتساهلاً في أول الشهر فليستدرك بيته وليتب إلى الله عز وجل وليجتهد في هذه العشر
فإنها عشر مباركة عشر فاضلة كان نبينا صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها أكثر مما
يجتهد في غيرها، وأما من كان محسنًا من أول الشهر فليكمل إحسانه فإن الحسنات يجر
بعضها بعضًا يكمل إحسانه في آخر الشهر كما بدأه في أول الشهر ولا يتكاسل عن طاعة
الله عز وجل ولا يفتر، ومن كان مسرفًا على نفسه بالذنوب والمعاصي فالباب مفتوح
للتوبة فعليه أن يبادر بالتوبة ليعتقه الله من النار فإن هذه العشر هي عشر العتق
من النار فليبادر بالتوبة من جميع الذنوب مهما كانت، قال الله جل وعلا: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ
أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ
يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن
قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤} [الزمر: 53، 54] فالله جل
وعلا يقبل التوبة ويثيب التائب، قال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي
يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَعۡفُواْ عَنِ ٱلسَّئَِّاتِ وَيَعۡلَمُ
مَا تَفۡعَلُونَ﴾ [الشورى: 25] ﴿وَمَن تَابَ
وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَإِنَّهُۥ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابٗا﴾ [الفرقان: 71] يستمر على
التوبة
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد