الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، أشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن كفر النعم يسبب الخوف قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ
مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا
مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ
وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ﴾ [النحل: 112] فسُلبت عنهم نعمة الرزق بالجوع وسُلبت عنهم نعمة الأمن
بالخوف وسبب ذلك أنهم لم يشكروا نعم الله عليهم، وأنتم قد أفاء الله عليكم من
الخير والرزق وبسط عليكم الأمن في هذه البلاد، بلادكم تمتاز على بلاد الدنيا
بالأمن والاستقرار وليس هذا بقوتكم وحولكم إنما هو الإيمان بالله وبتحكيم شريعة
الله وبطاعة الله وشكر نعم الله فإذا غيَّرتم غيَّر الله عليكم: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ
لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ
مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [الأنفال: 53] فحافظوا على نعم الله بشكرها
والقيام بحقها ولا تكونوا سببًا في نزعها فإن الله سبحانه وتعالى غيور على حرماته
يغار ويغضب إذا انتُهكت حرماته وضُيعت واجباته وارتُكبت محرماته فإن الله يغار
وينتقم وهو عزيز ذو انتقام سبحانه وتعالى، فاتقوا الله -عباد الله- قيدوا النعم
بشكرها، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر بحسب الاستطاعة وكلٌّ له استطاعة على بيته
وعلى من في بيته فعليكم أن تصلحوا بيوتكم فإذا صلحت البيوت صلح المجتمع،
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد