الأيام والليالي
مراحل
الجمعة 2/ 1/ 1426
الحمد لله على فضله وإحسانه، هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا
الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله بعثه بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا وداعيًّا إلى الله بإذنه
وسراجًا منيرًا فبلَّغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده وترك أمته على
البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالكٌ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،
ومن والاه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن الله جعل هذه الأيام والشهور والأعوام مراحل تقطعونها في سفركم إلى الدار
الآخرة وجعلها خزائن تودعون فيها ما عملتم من خيرٍ أو شرٍّ وفي يوم القيامة تفتح
هذه الخزائن، فالمحسنون يجدون في خزائنهم العز والكرامة والمضيعون يجدون في
خزائنهم الحسرة والندامة، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ
عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ وَ﴾ [البقرة: 189] جعل الله
الأهلة وهي الأشهر الهلالية مواقيت للناس في عباداتهم ومعاملاتهم وزراعاتهم، وقال
تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ
عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا
تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ﴾ [التوبة: 36] وقد تصرَّف المشركون في هذه الأشهر
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد