بالنسيء وهو أنهم يؤخِّرون الحج إلى وقتٍ آخر غير وقته الذي جعله الله فيه
ويؤخِّرون الأشهر الحرم ويستحلون القتال فيها إلى أشهرٍ أخرى، فقال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ
زِيَادَةٞ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُۥ عَامٗا
وَيُحَرِّمُونَهُۥ عَامٗا لِّيُوَاطُِٔواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ
فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُۚ زُيِّنَ لَهُمۡ سُوٓءُ أَعۡمَٰلِهِمۡۗ وَٱللَّهُ
لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [التوبة: 37] فالله جعل لهذه الأمة المواقيت الشهرية الهلالية التي تحسب
بسير القمر وكانت الأمم الأخرى يوقتون بالتوقيت الشمسي ولا يزالون وكانوا في
الجاهلية يؤرِّخون بالوقائع والحوادث كحادث الفيل، وفي أيام الحروب وليس لهم تاريخ
كغيرهم من الأمم وبقي الأمر على ذلك إلى خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه-
فلما اتسعت بلاد المسلمين في المشارق والمغارب وكانت تأتيه الكتب من عماله لا يدري
متى كتبت فجمع الصحابة واستشارهم في وضع تاريخٍ يعتمدونه يعرفون به وثائقهم
وكتاباتهم السنوية والشهرية وغيرها، فاجتمع رأيهم على أن يؤرِّخوا بهجرة الرسول
صلى الله عليه وسلم لأن الهجرة لها فضلٌ عظيمٌ وهي حدثٌ عظيمٌ في الإسلام والهجرة
معناها الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام فرارًا بالدين، فيجب على المسلم أن
يهاجر من بلاد الكفر التي لا يتمكن فيها من إظهار دينه إلى بلاد المسلمين أو إلى
بلادٍ يتمكن فيها من إظهار دينه ولو ترك وطنه وإن كان الإنسان يحب وطنه لكن الدين
أحب إلى المؤمن من كل شيء، قال تعالى: ﴿قُلۡ إِن
كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ
وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا
وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ
وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ
وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [التوبة: 24]
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد