الدين النصيحة
الجمعة 11/ 3/ 1425
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أمر بالصدق والأمانة، ونهى عن
الخيانة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم من قلب صادق في إيمانه وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، روى
مسلم في صحيحه عن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ،الدِّينُ النَّصِيحَةُ»
قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِلهِ، وَلِكِتَابِهِ،
وَلِرَسُولِهِ، وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» ([1]).
هذا حديث عظيم وكان من عادته صلى الله عليه وسلم أنه إذا ألقى الكلام على
أصحابه في أمر مهم أنه يردده ثلاث مرات؛ لأهميته ولأجل أن ينتبهوا له ويحفظوه، وقد
ردد في هذا الحديث ردد هذه الكلمات العظيمة فقال: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»،
ومعناه أن الدين كله محصور في النصيحة وأن من ليس ناصحًا فإنه ليس عنده دين.
والنصيحة معناها الخلو من الغش والخيانة بأن يكون الإنسان ناصحًا يعني خالصًا ظاهره وباطنه، لا يخالف ظاهره باطنه، يكون خالصًا ظاهره وباطنه فيما يقول وفيما يفعل وفيما يعتقد، هذا معنى
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد