الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له عظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى
رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وأن المسلمين كالبنيان يشد بعضه
بعضًا فالمسلمون أمة واحدة وجماعة واحدة وهم يسيرون خلف علمائهم وخلف ولاة أمورهم
قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ
إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ
وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59] فعلى المسلم أن يلزم جماعة المسلمين وإمام المسلمين وأن
يتعاون مع أهل الخير ومع العلماء ومع أهل الحسبة في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر
يكون مع أهل الخير ودعاة الخير ومع ولاة أمور المسلمين ومع علماء المسلمين حتى
يكون من جماعة المسلمين ويكون من الذين تنزل عليهم الرحمة قال صلى الله عليه وسلم:
«وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ،
وَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ» ([1]).
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم
بالجماعة؛ فإن يد الله على
الجماعة ومن شذَّ شذَّ في النار...
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد