نعمة الأمن
الجمعة 25/ 10/ 1424
الحمد لله ذي الفضل والإحسان، جعل الأمن واستقرار النعم مقرونين بالإيمان
وبالشكران، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تمسَّك بسنَّته وسار على نهجه إلى
يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
عباد الله، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن الأمن والأرزاق مقرونين بالإيمان والشكر لله سبحانه وتعالى وإن زوالهما مقرونٌ
بالكفر بالله والكفر بنعم الله، ولهذا دعا الخليل لأهل الحرم بقوله: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا
بَلَدًا ءَامِنٗا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ مَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُم بِٱللَّهِ
وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ﴾ [البقرة: 126] فالأمن سببه الإيمان كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ
يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم
مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82] وقال سبحانه وتعالى: ﴿أَلَآ
إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣} [يونس: 62، 63]، وقال
سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ
كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي
ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ
يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ
فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [النور: 55]، والأمن والرزق مطلبان عظيمان يسعى لتحصيلهما جميع الخلق،
والخوف والجوع
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد