في تقوى الله سبحانه
وتعالى
الجمعة 8/ 9/ 1425
الحمد لله الذي جعل شهر رمضان موسمًا لاغتنام الخيرات، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي
يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَعۡفُواْ عَنِ ٱلسَّئَِّاتَِ} [الشورى: 25] وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات الباهرات، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المناقب والكرامات وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق
التقوى ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم
مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102] قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ﴿حَقَّ تُقَاتِهِۦ﴾ أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر
فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر. وتقوى الله هي وصية الله لجميع خلقه ﴿وَلَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِينَ
أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِيَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ﴾ [النساء: 131] وتقوى الله
معناها أن يتخذ العبد وقاية تقيه من عذاب الله ومن غضب الله وذلك بالأعمال الصالحة
وترك الأعمال السيئة فالتقوى كلمة جامعة تجمع خصال الخير كلها وهي فعل أوامر الله
ابتغاء مرضات الله وترك المعاصي خوفًا من عقاب الله والتقوى هي النجاة عند ورود
جهنم كما قال تعالى: ﴿وَإِن مِّنكُمۡ
إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا ٧١ ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ
فِيهَا جِثِيّٗا ٧٢﴾ [مريم: 71، 72]، ﴿وَيُنَجِّي
ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا
هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [الزمر: 61]
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد