الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي
إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأعوانه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
عباد الله: اتقوا الله واعلموا أن
التوبة تجبُّ ما قبلها مهما كان الذنب فإن الله يغفره بالتوبة، يغفر لأهل الشرك
وأهل الكفر ﴿قُل لِّلَّذِينَ
كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ﴾ [الأنفال: 38] يغفر لأصحاب
الذنوب مهما عظمت، كان فيمن قبلنا رجلٌ قتل تسعًا وتسعين نفسًا ظلمًا وعدوانًا ثم
وقع في قلبه أن يتوب إلى الله عز وجل فسأل عابدًا من العباد جاهلاً ليس عنده علمٌ
لكنه عابدٌ فسأله هل له من توبةٍ؟ قال: لا، ليس لك توبةٌ. فضرب عنقه وكمل به
المئة؛ غضب عليه لأنه اعتاد القتل فلما غضب على هذا الذي أفتاه بجهل قتله وكمل به
المئة، ثم ذهب إلى عالمٍ من العلماء فقال له: إنه قتل مئة نفسٍ ظلمًا وعدوانًا هل
له من توبةٍ؟ قال: نعم. ومَن يحول بينك وبين التوبة، ولكنك بأرض سوءٍ فاذهب إلى
أرضِ كذا وكذا فإن فيها أناسًا صالحين يعبدون الله فاعبد الله معهم فتاب الرجل
وخرج مهاجرًا من أرض السوء إلى أرض الصالحين وبينما هو في الطريق حضره الموت،
فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ملائكة الرحمة يقولون إنه جاء تائبًا
مقبلاً على الله، وملائكة العذاب يقولون إنه لم يعمل خيرًا قط، فأرسل
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد