الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه على آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا...
· أما
بعد:
أيها الناس! اتقوا الله تعالى.
جاء ثلاثة نفرٍ إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثةٌ من أهل الخير ومن
أهل العبادة يحرصون على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فجاءوا يسألون أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم عن علمه الذي كان يعمله فلما أُخبِروا كأنهم تقالوا عمل
الرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم قالوا: أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر فقال أحدهم: أما أنا فأصلي ولا أنام.
وقال آخر: أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر. وقال الثالث: أما أنا فلا أتزوج النساء
فلما بلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خطب مغضَبًا من هذه المقالة، وقال: «أَنْتُمْ
الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ
وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، وَإِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ
وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» ([1]).
هذا هو طريق الاستقامة السير على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير
إفراطٍ ولا تفريطٍ يصوم ويفطر ويصلي وينام ويتزوج النساء ولكنه مستقيمٌ على طاعة
الله سبحانه وتعالى من غير إفراطٍ ولا تفريطٍ هذا هو المنهج السليم.
واعلموا عباد الله أن خير الحديث كتاب الله وخير
الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد