الخطبة الثانية
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى وأطيعوه فإن في طاعة الله ورسوله صلاح الدنيا والآخرة وصلاح الدين وصلاح المجتمع، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([1])، رسم صلى الله عليه وسلم لنا المنهج السليم الذي نسير عليه لاسيما في أوقات الفتن والشرور وهو التمسك بكتاب الله وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا كما في قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59] في هذه الفتن والخصوص فتنة المرأة الآن يشبه هؤلاء المغرضون بأن فيه أقوالاً لأهل العلم، قال فلان وقال فلان وقال فلان، المسألة فيها خلاف يا سبحان الله! هل نحن موكولون إلى الخلاف وإلى أقوال الناس نحن مأمورون باتباع الكتاب والسنة فإذا اختلف فلان وفلان من الناس فالواجب أن نرجع خلافهم إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن كان على الحق أخذنا بقوله وتركنا قول الآخر ومن كان على باطل رفضناه وتركناه فليست العبرة بوجود الأقوال
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد