الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أنكم في نعمةٍ وفي أمنٍ ولكن إذا لم تشكروا هذه النعمة إذا لم تشكروها بالاعتراف
بها والثناء على الله بها واستعمالها في طاعة الله فإن الله يغيرها ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ
لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ
مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [الأنفال: 53] فإذا غيَّر العباد غيَّر الله
عليهم قال الله جل وعلا: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ
مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا
مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ
وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ﴾ [النحل: 112] فإذا لم نشكر نعمة الأمن ونعمة الرزق ونعمة العافية ونعمة
النعم العظيمة فإن الله يغيرها إلى ضدها فالواجب علينا أن نشكر الله عز وجل، وأن
نحافظ على هذه النعمة ونتعاون على صيانتها من العابثين حتى تبقى وتستمر بإذن الله.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم..
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد