وجوب الثبات على الإسلام
والصبر على المحن
الجمعة 17/ 11/ 1424
الحمد لله : {ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ
لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا﴾ [الفتح: 28]، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، جاهد في الله حق
جهاده حتى أتاه اليقين من ربه، وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا
يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه وتمسَّك
بسنَّته وسار على نهجه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى حق تقاته واعلموا أن الكفار في كل زمانٍ ومكانٍ لا يرضون عن هذا الدين ويحاولون القضاء عليه بكل وسيلةٍ، لما بعث الله رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم قاموا في وجهه يضادون دعوته ويعاندون أمره ويرتكبون نهيه وعملوا بكل وسيلة للقضاء عليه وعلى دعوته وفي آخر الأمر لما أعياهم أمره جاؤوا إلى عمه أبي طالبٍ الذي كان يحميه من أذى قومه فطلبوا من عمه أن يقول له بأن يترك دينهم ويترك أصنامهم وآلهتهم ويعطونه ما يريد في مقابل ذلك من رئاسةٍ أو مالٍ أو غير ذلك فدعا أبو طالبٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم عنده فعرض عليه ما قالوا، فقال صلى الله عليه وسلم: «وَاَللَّهِ يَا عَمِّ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي وَالْقَمَرَ فِي شِمَالِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَْمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ أَوْ أَهْلِكَ دُونَهُ» ([1])، فقال أبو طالبٍ: امضِ لشأنك
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد