الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى
حققوا إيمانكم بتحقيق صفات الإيمان، فإن من الناس من يقول: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ
مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ
٨ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا
يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ
عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ ١٠} [البقرة: 8 - 10] إن هؤلاء هم أهل النفاق يظهرون الإيمان ﴿وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ
ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ} [آل عمران: 119] : ﴿وَإِذَا
لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ
شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ} [البقرة: 14] : ﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ قَالُوٓاْ
أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ لِيُحَآجُّوكُم بِهِۦ عِندَ
رَبِّكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [البقرة: 76].
هناك من يدَّعي الإيمان ولكنه ليس بمؤمن وإنما يخادع الله ويخادع الناس
ولكن الله جل وعلا لا يخدع وإنما من خادع الله فإنما يخادع نفسه فإن الله جل وعلا ﴿يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ
وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ﴾ [غافر: 19] فاحذروا النفاق يا عباد الله؛ فإن النفاق خطره عظيم وشره كبير
وهو بضاعة الشيطان يروِّجها بين بني آدم ليهلكهم به، إن المؤمن هو الذي يصدق في
أقواله وفي أفعاله وفي عقيدته وفي جميع تصرفاته،
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد